by أصيل عادل السليماني

Share

ينصح مكتب المحامي أصيل عادل السليماني وشركاؤه للمحاماة والإستشارات القانونية والتحكيم بأخذ المشورة من المختصين حتى بعد الأستطلاع والبحث

شارك الإفادة

عقوبة الاختلاس

تُعد عقوبة الاختلاس في القانون السعودي من أشد العقوبات التي تعكس حرص المملكة العربية السعودية على حماية المال العام وصيانة النزاهة الوظيفية. فالاختلاس لا يُنظر إليه كجريمة مالية فحسب، بل كخيانة لثقة الدولة والمجتمع، ولهذا جاءت الأنظمة القضائية السعودية صارمة في التعامل مع مرتكبيه. وتتنوع العقوبات بحسب جسامة الجريمة وظروفها، لتشمل السجن، والغرامة، ورد المال المختلس، والعزل من الوظيفة، بل وقد تمتد إلى التشهير بالمجرم، في رسالة واضحة بأن المال العام خط أحمر لا يُمس.

ومن واقع الخبرة القانونية لمكتب المحامي أصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم، يتضح أن قضايا الاختلاس تحظى بأولوية قصوى أمام الجهات القضائية، لما تمثّله من تهديد مباشر للاستقرار المالي والإداري. ويؤكد المكتب أن التعامل مع هذه القضايا يتطلب فهماً دقيقاً لأنظمة مكافحة الفساد، وإلمامًا شاملًا بالقوانين ذات الصلة مثل نظام الوظائف العامة، ونظام مكافحة الرشوة، ونظام الإجراءات الجزائية، مما يضمن تحقيق العدالة وردع الجناة بقوة القانون السعودي.

تعريف الاختلاس القانوني والتمييز بينه وبين الجرائم المالية الأخرىScreenshot 4684

يُعرّف الاختلاس بأنه استيلاء شخص على مال لا يملكه، بشكل خفي وغير مشروع، دون علم أو إذن صاحب المال، مستغلًا بذلك موقعه أو نفوذه، ويُعد أحد أشكال الجرائم المالية التي تندرج تحت مظلة الاعتداء على المال. ويتميّز الاختلاس عن غيره من الجرائم المشابهة بأنه لا يتطلب استخدام وسائل الخداع أو الكذب؛ إذ لا يلجأ المختلس إلى إقناع الضحية أو خداعها، بل ينتزع المال خلسة دون استخدام حيلة أو تضليل.

ويختلف الاختلاس عن الاحتيال من حيث الأسلوب؛ فالاحتيال يقوم على إيقاع الضحية في شرك الكذب والخداع من أجل دفعها طواعية لتسليم مالها، بينما يتم الاختلاس دون علم الضحية أو رضاها، وغالبًا من خلال استغلال المتهم لوظيفته أو سلطته.

أما خيانة الأمانة، فتمتاز عن الاختلاس في أن المال موضوع الجريمة يكون قد سُلّم للفاعل بإرادة حرة، كأمانة أو وديعة أو بموجب علاقة تعاقدية أو مهنية، ثم يقوم الجاني بالتصرف فيه على نحو يخالف الاتفاق أو الأمانة المودعة لديه، على عكس الاختلاس الذي يُرتكب دون أن يكون المال مودعًا أو مملوكًا للفاعل بأي وجه من الوجوه.

يقدم مكتب أصيل عادل السليماني وشركاؤه للمحاماة خدمة تسجيل العلامات التجارية لضمان الحماية القانونية لعلامتك بالسوق.

فرص البراءة في قضايا الاختلاس وفق النظام السعودي

هل يُمكن نيل البراءة في قضايا الاختلاس داخل المملكة العربية السعودية، سواء أكان ذلك في القطاع العام أو الخاص؟ الإجابة على هذا التساؤل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحقّق أو غياب أركان الجريمة، وهي العناصر التي يستند إليها القاضي في إصدار حكمه. فمجرد الاتهام لا يكفي للإدانة، ما لم يُثبت توافر الأركان القانونية لجريمة الاختلاس.

تقوم جريمة الاختلاس على ركنين أساسيين:

  • الركن المادي: ويتحقق عند قيام المتهم بالاستيلاء الفعلي على المال دون وجه حق، وغالبًا ما تكون تلك الأموال تحت يده بسبب طبيعة عمله أو موقعه الوظيفي.
  • الركن المعنوي: ويتجلى في نية الجاني وتوافر القصد الجنائي لديه. فإذا تمكّن المتهم من إثبات أن التصرف بالمال كان لأغراض مشروعة، كأن يكون لصالح جهة العمل أو وفقًا لتفويض إداري، فإن الجريمة تنتفي.

وهنا تتجلّى أهمية الدور المحوري للمحامي المتخصص، والذي يجب أن يُقدّم دفوعًا قانونية دقيقة يمكن أن تُفضي إلى حكم بالبراءة، ومن أبرز هذه الدفوع:

  • نفي الركن المادي للجريمة، من خلال غياب الدليل الملموس على أن المتهم هو من استولى فعليًا على الأموال، أو بأن الفعل نُسب إلى شخص آخر.
  • نفي الركن المعنوي، وذلك بإثبات أن النية لم تكن مبيتة للاختلاس، وإنما كان الهدف من التصرف المالي تحقيق مصلحة العمل أو سداد مستحقات بناء على صلاحيات ممنوحة.
  • الطعن في إجراءات التحقيق، إذا شابها خلل أو مخالفة لأحكام نظام الإجراءات الجزائية السعودي.
  • الدفوع الخاصة بطبيعة المال، مثل إثبات أن المال موضوع الجريمة لا يُعد من الأموال العامة في حال كان المتهم موظفًا عامًا.
  • إثبات كيدية الاتهام، من خلال تقديم أدلة على أن القضية ناتجة عن خلافات وظيفية أو تصفية حسابات شخصية.

إن الحصول على حكم بالبراءة في قضايا الاختلاس ليس بالأمر المستحيل، بل يتطلب فهمًا دقيقًا لأركان الجريمة، ومهارة عالية في تقديم الدفوع القانونية، وهو ما يُمكن لفريق مكتب المحامي أصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم تقديمه بكفاءة واحتراف، مستندًا إلى خبرة واسعة في قضايا الأموال والوظائف العامة داخل النظام القضائي السعودي.كول تو اكشن موقع أصيل المحـامي

كيف يتم إثبات جريمة الاختلاس في النظام السعودي؟

لإثبات جريمة الاختلاس وفقًا لأحكام النظام الجزائي السعودي، لا بد من التحقق الكامل من أركان الجريمة المتمثلة في الصفة الوظيفية للجاني، وقيامه بالفعل الجرمي بقصد جنائي. وتتم عملية الإثبات من خلال وسائل قانونية معتمدة، منها:

  • إثبات الصفة الوظيفية للجاني: يجب التأكد من أن المتهم موظف عام وكانت الأموال محل الجريمة تحت تصرفه بحكم وظيفته، ويمكن الحصول على ذلك رسميًا من الجهة التي يعمل بها عبر استعلام إداري موثق.
  • شهادات الشهود: تُعد شهادة الشهود وسيلة قوية لتأكيد وقوع جريمة الاختلاس، خاصة إذا تضمنت مشاهدات مباشرة لاستيلاء الموظف على المال أو تصرفه فيه بشكل غير مشروع.
  • الأدلة التقنية والمادية: مثل تفريغ كاميرات المراقبة، أو الرسائل الإلكترونية، أو تسجيلات موثقة تُظهر لحظة ارتكاب الجريمة، على أن تكون الأدلة سليمة وخالية من أي تلاعب أو تعديل.
  • الاعتراف القضائي: يُعتبر اعتراف المتهم أمام جهات التحقيق، عند مواجهته بالأدلة القاطعة، من أقوى وسائل الإثبات، شريطة أن يكون الاعتراف صريحًا ومقرونًا بإرادة حرة دون إكراه.
  • الوثائق والمستندات الرسمية: كالسجلات المالية أو الفواتير أو التقارير التي تُثبت تورّط الموظف في صرف أو نقل الأموال دون وجه حق.
  • إثبات القصد الجنائي: من الضروري إثبات أن المتهم كان يعلم بأن ما قام به يُشكّل جريمة في القانون، وأنه تعمّد الاستيلاء على المال العام أو الخاص بإرادة مدركة لطبيعة الفعل وتبعاته.

تُشكّل هذه الوسائل، مجتمعة أو منفردة، قاعدة صلبة يعتمد عليها القضاء لإثبات جريمة الاختلاس، وتحقيق العدالة وفقًا لما نص عليه النظام الجزائي السعودي.

الاختلاس في القطاع الخاص

نظّم النظام السعودي جريمة الاختلاس في القطاع الخاص من خلال المرسوم الملكي رقم (م/79) لسنة 1442هـ، والصادر ضمن نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة، حيث شدد على أن هذه الجريمة لا تقل خطورة عن مثيلاتها في القطاع العام، لما تسببه من ضرر مباشر على الثقة داخل بيئة العمل.

وتتحقق أركان جريمة الاختلاس في هذا السياق عندما يقوم أحد العاملين في منشآت القطاع الخاص بالاستيلاء على مال أُعطي له من قِبل صاحب العمل، سواء بوصفه مؤتمناً عليه أو نتيجة طبيعة عمله، ثم يتصرف فيه بسوء نية، أو يُحدث به ضررًا متعمّدًا يخالف مقتضيات الأمانة أو التفويض الممنوح له.

وقد نصت المادة الثانية من النظام المشار إليه على العقوبة الأساسية لهذه الجريمة، والتي تتمثل في السجن لمدة لا تتجاوز خمس سنوات، و/أو غرامة مالية تصل إلى ثلاثة ملايين ريال سعودي، مما يُظهر مدى جدية المشرّع في التصدي لمثل هذه الانتهاكات.

كما أقرّ النظام في المادة السابعة عقوبة تكميلية تهدف إلى الردع العام، تتمثل في نشر ملخص الحكم القضائي على نفقة المحكوم عليه في صحيفتين على الأقل تصدران في مقر إقامته، على أن يتم هذا النشر فقط بعد صدور حكم نهائي مكتسب للقطعية، وعدم ثبوت البراءة

عقوبة الاختلاس في الشركات الخاصة

تعد عقوبة الاختلاس في الشركات الخاصة داخل المملكة العربية السعودية من العقوبات الحاسمة التي فرضها النظام لحماية أموال المؤسسات من العبث والتلاعب، وتعزيز مبادئ النزاهة والشفافية في بيئة الأعمال. ويأتي هذا التوجه القانوني كجزء من رؤية المملكة في بناء اقتصاد يحترم الأنظمة ويحفظ الحقوق، ويمنع أي إساءة لاستغلال السلطة أو الثقة الممنوحة للموظفين، خاصة من يتولون مسؤوليات مالية أو إدارية حساسة.

وفي حال كنت بصدد رفع دعوى اختلاس، أو تحتاج إلى مشورة قانونية دقيقة حول عقوبة الاختلاس في القطاع الخاص، فإن مكتب المحامي اصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم يُعد خيارًا مثاليًا لما يتمتع به من خبرة تتجاوز 26 عامًا في ميدان الجرائم المالية والإدارية. من خلال مكتب المحامي اصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم ستجد خدمات قانونية متكاملة تشمل: الاستشارات المتخصصة، إعداد المذكرات القانونية، والتمثيل أمام الجهات القضائية بكفاءة عالية. سواء كنت صاحب منشأة تعرضت للاختلاس، أو موظفًا تواجه تهمة باطلة، فإن المكتب يوفر لك دعمًا قانونيًا احترافيًا يضمن حقوقك أمام القضاء.

اختلاس المال العام في السعودية

تُصنَّف جريمة اختلاس المال العام في المملكة العربية السعودية ضمن الجرائم الجسيمة التي تهدد النزاهة الوظيفية، وقد خُصص لها تنظيم قانوني صارم ورد في المرسوم الملكي رقم (43) لسنة 1377هـ، المعروف بـ نظام عقوبات جرائم الوظيفة العامة. ووفقًا لهذا النظام، يُعد اختلاس المال العام مخالفة كبرى تستوجب التوقيف الفوري للموظف المتهم، ومن ثم إحالته إلى القضاء المختص لينال الجزاء العادل وفقًا لما تقرره النصوص النظامية.

وقد نصت المادة الثانية من المرسوم على العقوبة المقررة لجريمة الاختلاس، حيث يُعاقب كل موظف يثبت تورّطه في الاختلاس أو التبديد أو التفريط في الأموال العامة، سواء بالصرف أو بالإهمال في الحفظ، بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات، أو بغرامة مالية لا تتجاوز عشرين ألف ريال سعودي، أو بكليهما معًا، بحسب جسامة الفعل وملابساته.

ولا يُخل توقيع هذه العقوبات الجزائية بالعقوبات التأديبية المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية للموارد البشرية في الخدمة المدنية، والتي قد تصل إلى فصل الموظف من وظيفته، تأكيدًا على أن المال العام في السعودية محميٌ بنظام قانوني صارم لا يتهاون مع المتجاوزين.

الأنظمة القانونية لمكافحة جرائم الاختلاس في السعودية

تُعَدّ جرائم الاختلاس من الجرائم الخطيرة التي توليها المملكة العربية السعودية أهمية بالغة، وقد وضعت لها إطارًا تشريعيًا صارمًا يضمن حماية المال العام وردع كل من تسوّل له نفسه العبث به. وقد وردت عقوبة الاختلاس في القانون السعودي ضمن عدد من الأنظمة المتخصصة، أبرزها:

  • نظام عقوبات جرائم الوظيفة العامة
  • نظام مكافحة الرشوة
  • نظام وظائف مباشرة الأموال العامة
  • نظام تأديب الموظفين
  • نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة

تعمل هذه الأنظمة بتكامل لضمان الشفافية وحفظ الحقوق، سواء في القطاع العام أو الخاص، وتُسهم في تعزيز النزاهة المؤسسية، والمساءلة القانونية، والحوكمة المالية.

وفي حال كنت بصدد تقديم شكوى، أو تبحث عن استشارة قانونية متخصصة تتعلق بـ عقوبة الاختلاس في النظام السعودي، فإن مكتب المحامي أصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم يُقدم لك الدعم القانوني المهني الذي تحتاجه. بخبرة عميقة في القضايا المالية والجنائية، يوفّر المكتب خدمات متكاملة تشمل الاستشارات الدقيقة، وصياغة المذكرات القانونية، والتمثيل الفعّال أمام الجهات القضائية، بما يضمن حماية مصالحك وحقوقك بكفاءة واحترافية.

تحديات تطبيق عقوبة الاختلاس في القطاع الخاص السعوديScreenshot 4684

رغم ما تتميّز به عقوبة الاختلاس في القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية من صرامة قانونية وحزم تشريعي، إلا أن تطبيقها العملي يواجه عددًا من التحديات الفعلية، أبرزها صعوبة اكتشاف جرائم الاختلاس في مراحلها المبكرة. ويعود ذلك إلى تعقيد النظم المالية الحديثة، وامتلاك الجناة أدوات متقدمة لإخفاء آثار الجريمة، ما يُصعّب من عملية التتبع والإثبات في بداياتها.

ولمواجهة هذه التحديات، يُنصح المؤسسات والشركات بتعزيز أنظمتها الرقابية، واعتماد آليات التدقيق المالي الدوري، وتفعيل ضوابط الحوكمة المالية، لضمان اكتشاف أية ممارسات مشبوهة في وقت مبكر، قبل أن تتفاقم آثارها.

وتُمثّل عقوبة الاختلاس في القطاع الخاص ركيزة أساسية من ركائز المنظومة العدلية السعودية، إذ تهدف إلى:

  • حماية حقوق الشركات والمؤسسات من الانتهاكات المالية.
  • فرض الانضباط المالي وتعزيز نزاهة المعاملات داخل بيئة الأعمال.
  • ترسيخ ثقافة الشفافية والمساءلة داخل القطاع الخاص.
  • دعم استقرار الاقتصاد الوطني وزيادة ثقة المستثمرين بالمؤسسات السعودية.

ومن هنا، فإن التعامل الصارم مع جرائم الاختلاس في القطاع الخاص لا يُعد مجرد إجراء جزائي، بل هو خطوة استراتيجية لضمان استدامة النمو الاقتصادي، وحماية المنظومة المالية في المملكة من التلاعب أو الاستغلال.

عقوبة الاحتيال المالي في السعودية

نص نظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة في المملكة العربية السعودية، بموجب المادة الأولى، على عقوبات رادعة بحق مرتكبي جرائم الاحتيال المالي، حيث قد تصل العقوبة إلى السجن لمدة سبع سنوات، و/أو غرامة مالية تصل إلى خمسة ملايين ريال سعودي، وذلك بحسب ظروف الجريمة وملابساتها.

وتُطبّق عقوبة الاختلاس في القانون السعودي على كل من يثبت تورّطه في الاحتيال المالي أو خيانة الأمانة، سواء عبر الكذب أو التزوير أو استخدام وسائل احتيالية للحصول على أموال أو ممتلكات أو حقوق لا يملكها. وتُبنى الجريمة على ثلاثة عناصر رئيسية:

  • استخدام الوسائل الاحتيالية: ويشمل ذلك التزوير، الكذب، أو الخداع المتعمد بقصد تضليل الضحية.
    توافر القصد الجنائي: يجب أن يكون الجاني قد تصرّف بنيّة مسبقة للاحتيال من أجل تحقيق مكسب غير مشروع.
  • تحقيق منفعة غير مشروعة: بأن تؤدي الأفعال الاحتيالية إلى حصول الجاني على أموال، ممتلكات، أو حقوق دون وجه حق.

كما تختلف عقوبة الاحتيال المالي باختلاف عدد من العوامل المؤثرة، من أبرزها:

  • جسامة الجريمة: أي حجم المبالغ أو الأصول التي تم الاستيلاء عليها.
  • حجم الأضرار على الضحية: سواء كانت مالية أو نفسية أو اجتماعية.
  • السوابق الجنائية: فوجود سجل إجرامي سابق يؤدي إلى تشديد العقوبة بشكل ملحوظ.

يتعامل النظام السعودي بمنتهى الحزم مع هذه النوعية من الجرائم، إذ يُعد الاحتيال المالي تهديدًا مباشرًا للثقة العامة وبيئة الاستثمار. ولهذا فإن عقوبة الاختلاس في القانون السعودي تُفرض لضمان ردع المخالفين، وتحقيق العدالة، وحماية الأفراد والمؤسسات من ممارسات النصب والخداع.

عقوبة السرقة والاختلاس في النظام السعودي

يولي النظام السعودي حمايةً مشددةً للأموال العامة، وقد نص المرسوم الملكي رقم (43) لسنة 1377هـ، والمتعلق بـ نظام عقوبات جرائم الوظيفة العامة، على أن عقوبة الاختلاس – والتي تُعد من أشكال السرقة المرتبطة بالوظيفة – تصل إلى السجن لمدة لا تتجاوز عشر سنوات، أو غرامة مالية لا تزيد على 20,000 ريال سعودي، أو كلتا العقوبتين، لكل موظف يثبت تورّطه في الاختلاس أو التبديد أو التفريط في الأموال العامة، سواء كان ذلك في إطار الصرف أو أعمال الصيانة.

كما يوسّع النظام نطاق المسؤولية القانونية ليشمل كل من شارك أو تواطأ مع الموظف المختلس، سواء كان موظفًا عامًا أو شخصًا من خارج الجهة الحكومية، مما يعكس صرامة التشريعات السعودية في التصدي لأي شكل من أشكال الاعتداء على المال العام.

وتتضمن عقوبة الاختلاس في القانون السعودي أيضًا إلزام الجاني بـ إعادة الأموال التي حصل عليها دون وجه حق إلى أصحابها الشرعيين، إضافة إلى تعويض المتضرر بالحق المدني أو الخاص عن الأضرار الناتجة عن الجريمة، سواء كانت مادية أو معنوية، وذلك تعزيزًا للعدالة وتعويضًا للمتضررين.

الأسئلة الشائعة

ما الفرق القانوني بين جريمة الاختلاس وجريمة خيانة الأمانة في السعودية؟

الاختلاس يُرتكب غالبًا من قبل موظف عام استولى على المال العام بحكم وظيفته، بينما خيانة الأمانة تتعلق بكل من يتصرف في مال أُودِع لديه على سبيل الأمانة، سواء كان المال عامًا أو خاصًا.

ما هي العقوبة المقررة لجريمة خيانة الأمانة في القطاع الخاص؟

وفقًا لنظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة، تصل العقوبة إلى السجن لمدة خمس سنوات، أو غرامة مالية لا تتجاوز 3,000,000 ريال سعودي، أو الجمع بين العقوبتين، بحسب جسامة الجريمة.

هل تشمل العقوبة من شارك أو تواطأ مع الجاني في جريمة الاختلاس؟

نعم، يشمل نظام عقوبات جرائم الوظيفة العامة كل من شارك أو ساعد أو تواطأ مع الموظف المختلس، سواء كان موظفًا أو غير موظف، ويُعاقب بذات العقوبة المقررة للجريمة.

هل يحق للضحية المطالبة بالتعويض في قضايا الاختلاس أو خيانة الأمانة؟

بالتأكيد، حيث ينص النظام على إلزام الجاني بإعادة المال المختلس أو المبدد، بالإضافة إلى تعويض المتضرر عن الأضرار المالية أو المعنوية التي لحقت به نتيجة الجريمة.

في الختام، يتجلى بوضوح أن عقوبة الاختلاس في القانون السعودي ليست مجرد إجراء تأديبي، بل هي أداة قانونية صارمة لحماية المال العام وترسيخ مبادئ الشفافية والنزاهة داخل مؤسسات الدولة. وتُعد هذه العقوبات، بما تحمله من ردع وجدية، انعكاسًا لرؤية المملكة في بناء بيئة خالية من الفساد، قائمة على الأمانة والمسؤولية. ومن هذا المنطلق، يُقدم مكتب المحامي أصيل عادل السليماني للمحاماة والاستشارات القانونية والتحكيم دعمه الكامل للأفراد والجهات الحكومية في التعامل مع مثل هذه القضايا، من خلال تقديم الاستشارات الدقيقة والتمثيل القانوني المتخصص لضمان تطبيق العدالة بأعلى درجات الكفاءة والاحترافية.

مقالات أخرى